الأحد، 15 فبراير 2015

قصة ملك الصحراء

بداية قصة ملك الصحراء ......
في يوم من الأيام ...في أحدى ممالك العرب ...ولد طفل ..سموه عمرو ...وكان هو ولي العهد....ترعرع عمرو في الصحراء ...وتدرب على يد أقوى المدربين ...حتى اشتد عوده وبدأ يستطيع أن يعتمد على نفسه ....فحان وقت الاختبار ....قال الملك "أب عمرو" : بعد أن اشتد عودك ...حان الوقت لتثبت نفسك ...أما أن تنجح بالاختبار وعندها تستحق أن تكون ولدي ..
.وأما أن تفشل ....والفشل في هذا الاختبار هو الموت ...لا تكن جبانا ...واجه الموت ...وكن أنت الأقوى ....
أثرت هذه الكلمات في عمرو ....وجهز سيفه وترسه ورمحه والقوس والنبال ...الاختبار هو ...أن يتجه عمرو الى جهة عشوائية ...ويواجه وحوش البرية ...وأن يبحث عن مكان ليسكن فيه ويثبت نفسه دون أن يعرف أحد بأن هذا ابن أحدى ملوك العرب ...وفترة الاختبار كانت ثلاث سنوات ....ذهب عمرو ....ونظروا اليه أهل المدينة نظرة وداع ....خوفا من عدم رؤيته بعد هذا اليوم ...ولكن عمرو صعد على حصانه ولم يهب الموت وانطلق...ليختفي بين تلال الصحراء ...شعر أب عمرو بالضيق ...والحزن ولكن عليه أن يثبت لشعبه أن ابنه ليس فارسا عاديا ....أما عمرو ...استمر بالسير حتى حل الظلام ...فوصل الى غابة وقرر أن يبقى هذه الليلة فيها ....وفي منتصف الليل ...ظهر له أحدى وحوش الغابة ...كان ذئب كبير جدا ...نهض عمرو وأمسك برمحه ...وكان كل منهما ينظر الى عين الاخر ....عمرو لم يقترب حتى الان من الذئب ....ليس الخوف الذي كان يمنعه ...ولكنه ينتظر اللحظة المناسبة للهجوم ... وما هي الا بضع دقائق .....حتى وضع عمرو رمحه في ظهر الذئب وأجهز عليه ...........
بعد شهرين ......استمر عمرو في سيره ......فقطع الطريق خمسة رجال .....
عمرو : ماذا هناك ؟
فرد أحدهم : ماذا تحمل ؟
عمرو : مثل ماترى ...لا أحمل سوى سلاحي لأدافع عن نفسي ....
فقال سيدهم : فتشوه ....
وجه عمرو رمحه الى وجه سيدهم وقال: أن اقترب أحدكم ستكون نهايتكم مؤلمة ...
فأمر سيدهم بقتله ....عندها استل عمرو سيفه ...وواجه الخمسة ...استطاع أن يصرعهم وسيدهم فر هاربا ...ولكن تركوا جرحا عميقا في يد عمرو .....
ركب عمرو على حصانه ولم يعرف الى أين يسير وكانت يده مازالت تنزف حتى وصل الى قبيلة عربية أخرى ....وصل وكان لون وجهه أصفر....لأنه خسر الكثير من الدماء ....أغمي على عمرو أمام خيمة شيخ القبيلة ....ولم يشعر على شيء بعد هذا .....فتح عيونه ...أين هو ؟...لا يعلم ...نظر الى جانبه فوجد فتاة جميلة لونها أبيض ..وشعرها أسود كالليل وكانت اية من الجمال كان تدعى الحسناء...وهي ابنة شيخ القبيلة ...قالت له : هل تشعر بالم ؟ ...
عمرو : قليلا ...لكن أين أنا ؟
الحسناء : أنت بأمان هنا ...
عمرو : أعلم ...من الجيد أنني وصلت الى قبيلة عربية ....هل لي أن أعرف مع من أتكلم ؟...
الحسناء : أنا أدعى الحسناء ...ابنة سيد القوم....
عمرو : الحسناء ...اسم على مسمى ....الى متى ستبقى يدي هكذا ؟
الحسناء : فترة قصيرة لا تقلق ....
عمرو : شكرا لك .....
بقي عمرو في هذه القبيلة طول فترة الاختبار وأثبت نفسه ....وعاش قصة حب مع الحسناء ...ولكن لم يخبر أحد بأنه ابن أحدى ملوك العرب ....ولكن ماذا الان ؟...قد مضي ثلاث سنوات على غيابه وحان وقت العودة ....قد نجح عمرو بالاختبار واجه الموت .....وها هو ..سوف يتزوج أحد أجمل الفتيات ....وكله بالاعتماد على نفسه ....وحان الوقت ليكشف انه ابن أحدى الملوك ....كان الوداع صعبا ....ولكن على عمرو أن يذهب ....ولا يستطيع الا أن يترك وعد لمحبوبته بأنه سوف يعود .....دخل عمرو الى مدينته ...نظر الشعب باستغراب وبفرح ....وصل الى باب المملكة وهو على ضهر خيله...كان يبدو فارسا شجاعا ...قويا و وسيما ....خرج الملك "أب عمرو" ..فقال له عمرو : ها أنا ذا يا أبي ....افتخر بي فقد عدت لك ...
لم تتسع الدنيا لأب عمرو ...فقد شعر بفرح لم يشعر به من قبل ....وقال له : الان أستطيع أن أرتاح وأن أعرف بأن ولدي يستحق أن يجلس على هذا الكرسي ....ويستحق أن يحكم ....والله لنعم الولد أنت يا عمرو ....
وماهي الا فترة قصيرة حتى توفي أب عمرو ......ونصب عمرو ملكا ....دخل عليه وزيره حسان وقال : مولاي هناك رسول من قبيلة الحصى ....
عمرو بصوت خافت : قبيلة الحصى ؟...قبيلة الحسناء ...ماذا جرى يا ترى ؟...
ثم قال للوزير : أدخله ....
دخل الرسول وقال : الاحترام لمولاي ملك العرب ....
عمرو : ماذا هناك ؟
الرسول : قد أرسلتني مولاتي الحسناء لتخبرك بأن ملك العجم سيزرير ...تقدم لخطبتها ...
انصدم عمرو ....فسيزرير من أقوى ومن أعنف الملوك....قال: سيزرير ؟؟؟ ....
الرسول : نعم مولاي ....قد هدد أن واجهت القبيلة طلبه بالرفض ....سيحرقها بأكملها ....وسيأخذ الحسناء سبية ....وأعطانا مدة 15 يوما فقط ....
عمرو : حسنا انصرف وقل لقبيلة الحصى أنني سأكون أنا وجيشي هناك قبل أن يمضى 15 يوما ....
الرسول : أمرك مولاي ......
نهض عمرو عن كرسيه ونظر الى السماء وقال : أنها الحرب ....ستفتخر بولدك يا أبي ....لأنه قد وضع الان باختبار أخر ...أمام أقوى ملوك العالم ...أمام أكبر طاغية في العالم ...
غدا نكمل ....من أحب القصة منكم ؟...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق