سيزرير انتظر ثلاثة أيام ولكن ....أين الحسناء ؟...وأين الكتيبة التي أرسلها ؟...لم يكن أمام سيزرير الا أن يأمر بأرسال كتيبة مسلحة جيدا مؤلفة من فرسان من الدرجة الثانية ...
لأنه ظن أن العرب لا يجرؤن على مقاومته ....تطوع وزير سيزريز الذي كان يدعى ريموس ...وقال أنه هو من سيقود الكتيبة الى قبيلة الحصى .....وبالفعل ...قاد الكتيبة ووصل الى قبيلة الحصى ....
فلم يجد فيها أي رجل ....الا القعقاع كان يقف لوحده ....
ريموس: أين هي الحسناء أيها الرجل ؟
القعقاع : ومن أنت ؟
ريموس : أنا وزير سيزرير ...
القعقاع : وأنا أب الحسناء ...
ريموس : لماذا لم تصل الحسناء حتى الان ؟
القعقاع : بأمكانك أن تسأل عمرو ملك العرب وهو سيجيبك ....
فشعر ريموس بخوف شديد لأن عمرو من أقوى الملوك وشعر عندها أنه وقع بفخ نصبه عمرو وشعر بأن الموت أصبح قريبا .....
ريموس : ما علاقة ملك العرب ؟..
فظهر عمرو هو وجيشه من خلف الكتيبة وقال : من الأفضل أن تسأل ما علاقة سيزرير بالحسناء .....فأن وجدت أجابة ...ستكون هي أن سيزرير شخص تافه ووقح ...وأن عرفت هذا .... فأعلم أنك شخص ذليل ...لأنك تعمل تحت أمرته يا ريموس ....أتعلم ؟ ...كل من سيصل الى قبيلة الحصى منكم ....سيكون مصيره ...الموت تحت أقدام خيولنا ....وها قد جئتم على أقدامكم ...
جحظت عيون ريموس لأنه عرف أن عمرو لن يتركه الا جثة هامدة ...عندها خرج المقاتلين العرب من الخيم ...واندفع عمرو ومقاتليه الى قبيلة سيزرير ....وبدأت المعركة ...كان عمرو كالأسد في ساحة المعركة .....أجهز عمرو على 20 شخص من قبيلة سيزرير ...نظر حوله ...فاستطاع أن يرى ريموس على حصانه ...وقد ابتعد ويريد أن يهرب ....أمسك عمرو برمحه ....وصوب جيدا لأن ريموس ابتعد كثيرا ...ركض عمرو ....ورمى رمحه نحو ريموس لأنه لا يريد أن يذهب أحد الى سيزرير ويخبره ماجرى ....ولكن ...الرمح ترك جرحا في يد ريموس فقط ...صرخ عمرو : اللعنة .....
نظر حوله فوجد أن جيشه قضى على الكتيبة بأكملها ....ولكن ريموس قد فر هاربا ....
حسان : لقد انتصرنا ياملك العرب ...
عمرو : لقد فر ريموس ...وزير سيزرير ...سيخبره بكل شيء ....
حسان : اذا أنها الحرب .....
عمرو : وقريبة جدا ايضا ....
بعد يوم ....وصل ريموس الى قصر سيزرير ....وكانت يده مازالت تنزف ....
دخل الحاجب الى سيزرير ...
الحاجب : مولاي...لقد عاد ريموس ...
سيزرير : جيد ...بالتأكيد جلب الحسناء معه...
الحاجب : لا يا مولاي عاد وحده ...
سيزرير : ماذا قلت أيها اللعين ؟...
الحاجب : نعم ويده مصابة أيضا ...
فصرخ سيزرير وهو يقول : ماذا تتكلم ؟ أنصرف أيها اللعين وأرسل لي ريموس ....
الحاجب : أمرك مولاي .....
قال سيزرير بنفسه : ماذا جرى يا ترى ؟ ...أتمنى أن يكون مجرد اعتداء من قبل قطاع طرق أو أحد أعدائنا ....
أما عمرو فكان يمشي بين الرجال في القبيلة ....فقال له وزيره حسان : سيدي بماذا تفكر ؟...
عمرو : أفكر ماذا سنفعل ....
حسان : هل سنقاوم ؟...
عمرو : الى أن نفارق الحياة .....
حسان : وأنا معك في هذا ....أنهم عددهم أكثر من عددنا بمرتين ...
عمرو : أعلم هذا ....وأنا أفكر كيف سنغطي قلة العدد ....ربما علينا أن نستعمل الطرق الضيقة ...على كل حال اليوم سوف نجتمع ونقرر ..
حسان : حسنا يا مولاي ....لماذا لا تجلس وترتاح قليلا ؟.
عمرو : لا أظن أن علي أن أفكر قليلا .
حسان :كما تشاء
في هذه الأثناء دخل ريموس الى سيزرير ..
ريموس : احترامي مولاي ...
سيزرير : ماذا جرى يا ريموس ؟لماذا عدت لوحدك ؟ ...ولماذا يدك مصابة ؟...ولماذا لم تجلب الحسناء معك ؟...
ريموس : مولاي ....لقد تصدوا لنا ...
سيزرير : من هم ؟ ...
ريموس : قبيلة الحسناء و.....
سيزرير : ومن ؟؟
ريموس : وملك العرب ...عمرو ...
سيزرير : ماذا ؟؟...عمرو ؟ ...وماشأنه ؟..
ريموس : أظن أنه خطيب الحسناء ...
سيزرير : وكيف تتركهم على قيد الحياة أيها الأحمق ...
ريموس : سيدي أن خبرتهم في القتال عالية جدا ...وأنت أرسلت معي مقاتلين من الدرجة الثانية ...من تصدى لنا كانوا أشبه بالوحوش ....عمرو ومقاتليه لم يتركوا أحد على قدميه....في بضع دقائق أجهزوا على الكتيبة كلها ....لن تصدق يا سيدي أن قلت لك ...أن قوتهم تفوق قوة مقاتلينا .....سهامهم ورماحهم تنهال على العدو كالمطر ....وضربة سيفهم لن ترى مثلها في أي قبيلة ...حتى أصابتهم لا تخطئ ....أترى يا سيدي ؟...انظر الى يدي ....عمرو جرحني برمحه على الرغم من أنني كنت بعيدا لدرجة أنني لا أراه ....
أصفر وجه سيزرير من هذا الكلام ...وشعر بقشعريرة تمشي في بدنه وقال : أرسل رسولا الى عمرو ليوصل له ...أنني أريد مقابلته لنتفاوض ...وأنني مستعد أن أعطيه أربع ولايات ليحكمها بالاضافة الى مملكته ...مقابل الحسناء ...
ريموس : سأفعل ....ولكن عمرو لن يقبل ....
سيزرير : أفعل هذا ولا تفكر بماذا سيحدث ....
ريموس : أمرك مولاي ....
خرج ريموس فنهض سيزرير عن كرسيه وبدأ يفكر وكان قلق على حياته ....
أما عمرو كان يقف على مرتفع ويراقب القبيلة وتحضيرها للمعركة فجأة أتى قائد الكتائب الذي يدعى زيد وقال : مولاي هناك رسول من سيزرير ....
عمرو : ماذا ؟
زيد : نعم سيدي ...
ذهب عمرو بسرعة وقابل الرسول ...
الرسول : أن مولاي سيزرير ....أرسلني اليك ليخبرك بأنه يعرض عليك أن تحكم أربع ولايات بالأضافة الى مملكتك ...بالمقابل أن ...
عمرو : أن أعطيه الحسناء ؟
الرسول : نعم أظن أنه عرض مغري
عمرو :مغري لأمثالك ... أذهب لسيزرير وقل له ...يقول لك عمرو أن جمعت لي كنوز الأرض ....لن أتوقف لأضع سيفي في رقبتك.... وأي شخص من طرفه سيقترب من قبيلة الحصى لن أتركه الا مقتولا ....وبما أنني ملك العرب فهذا هو قراري ....
الرسول : فكر جيدا ...فمن الممكن أن تكون هذه أخر كلماتك ....فكر قبل أن يقوم مولاي بمهاجمتكم وبعدها لن يرحم أحد ....
عمرو : هذا قراري وأن استطاع ملكك أن يخترق حمانا ....فليفعل .....
وصلت هذه الكلمات لسيزرير ....وجن جنونه ...لأنه لم يظن أن من الممكن أن يتحداه أحد ...فقرر أن يشن الحرب ...
غدا نكمل القصة ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق