بداية قصة 300 اسبارطي ....
عام 480 قبل الميلاد ...أنهم رجال قوتهم كقوة الفولاذ ...لم يعرف العالم مثلهم .....رجال صمدوا في وجه أكبر أمبراطورية للمحافظة على بلدهم وكرامتهم وكرامة أهلهم ...وعاد من المعركة واحد منهم ليروي لأهل مدينة اسبارطة اليونانية القصة كاملة ....بدأ الرجل وهو يروي مسيرة ملك اسبارطة ليوناديس الذي كان بين ال300مقاتل ...قال الراوي : كما جرت العادة في اسبارطة ...عندما يولد الطفل ...يتم فحصه ...أن كان يحمل تشوها في جسده ...فيقتل ....ومن لحظة وقوف الطفل على قدميه ...يوضع في أجواء القتال والمعركة ليصبح الطفل جريئا لا يخشى أحد ...وفي عمر السابعة ...يأخذ إلى معسكرات ...يتعرض فيها للضرب والأهانة ...ويتعلم أن لا يظهر الألم ....
.وأن يقاوم ليبقى على قيد الحياة ويجب أن ينسى الاستسلام والخضوع...فيضطر للسرقة وأن لزم الأمر للقتل ....وعندما يبلغ الخامسة عشر ....يترك في البرية ...ليقاوم الطبيعة هناك ...بقواه وبما تعلمه في المعسكر ويرجع إلى أهله اسبارطي مقاتل ...أو يبقى جثة هامدة هناك....وهذا ماتعرض إليه الفتى ليوناديس في صغره قبل أن يكبر ويصبح ملكا...في يوم من أيام الثلج الباردة ....والمظلمة ...اقترب منه ذئب كبير ...يبدو أنه يبحث عن فريسة ما ....ولم يجد أمامه الا ليوناديس الذي كان قد تحول إلى وحش بشري....لم يقترب ليوناديس من الذئب ...لم يكن الخوف هو الذي يمنعه ...بل كان ينتظر ليشعر بمتعة الموقف ...وماهي ألا ثواني وكان ليوناديس قد قضى على الذئب ....وبعد أيام ....ها هو ليوناديس يعود إلى شعب اسبارطة مقاتلا شديدا .....وينصب ملكا ....وماهي ألا عدة سنوات حتى عاد الذئب مرة أخرى إلى ليوناديس ...ذئب تحت أمرته ...أقوى إمبراطورية ...مستعد أن يبتلع اليونان بإشارة ....أنه زيركسيز أو كسرى الأول ....والان ...تبدأ قصة ال300 مقاتل ....وصل رسول فارسي من بلاد فارس التي يحكمها زيركسيز ....في هذه الأثناء كان ليوناديس يدرب أبنه ....ووصل إليه الخبر أن هناك رسول فارسي يحمل رسالة من زيركسيز إليه ....فخرج إليه ليوناديس هو وزوجته الأميرة جورجو...وكان الرسول بصحبة "مارثون" أكبر سياسي في اسبارطة ....
ليوناديس : مارثون ...ماذا يفعل الرسول معك ؟ يبدو أنك أخذت شيء ما ...
مارثون : لا يا مولاي كنت أسلي ضيوفكم فقط ...
التفت ليوناديس للرسول الفارسي وقال له : أسمع ....قبل أن تتكلم ....في اسبارطة ...أي كلمة ستقولها ...ستتحمل مسؤوليتها ....والان تكلم ...ماذا تريد ؟
الرسول : الأرض والمياه ...
جورجو : لا تكن غبيا أيها الفارسي ...هل جئت من بلاد الفرس إلى هنا ..لتقول أنك تريد الأرض والمياه ...
الرسول : أيا بلاد هذه التي يتكلم فيها النساء بدل من الرجال
جورجو : نساء اسبارطة يولدن رجالا ...
أخذ ليوناديس الرسول ومشوا وورائهم رجال ليوناديس وجورجو ...ليبدا الرسول بالكلام وهو يقول : أسمع وخذ حذرك ليوناديس زيركسيز أله الملك ...يتوسع ولا يستطيع أي شخص أن يمنعه عن أي أرض يريدها ليصبح العالم كله تحت احتلاله ...فكل مايريده من اسبارطة ...هو الأرض والمياه ...كرمز خضوع إليه ....وليمد نفوذه إلى هنا
ليوناديس : الخضوع ؟ ....هذه حقا مشكلة ...أن كان الأثنيين قد رفضوا عرضكم ...وهم كلهم من الفلاسفة ومحبين الفتيان ومع ذلك قاوموا ....
مارثون : يجب أن نكون دبلوماسيين ...
فيصرخ ليوناديس في وجهه كي لا يتدخل وهو يكمل كلامه ويقول : وبالتأكيد الاسبارطيين ...يدرسون المسائل جيدا ولا يستسلمون ...
الرسول : اختر كلماتك بحذر ليوناديس ...فربما تكون اخر كلماتك وأنت ملك ....
التفت ليوناديس إلى شعبه وبدأ يتأمل نظرات عيونهم المصحوبة بالخوق....ويتأمل اسبارطة ....ويفكر بينه وبين نفسه : الأرض ....والمياه ....
لم يقبل ليوناديس هذا ...ف اسبارطة لا ترضى الذل والخضوع ...فاستل سيفه ووضعه على رقبة الرسول ...
الرسول : مجنون ...أنت مجنون
ليوناديس : الأرض والمياه ...ستجد الكثير منها في الأسفل ...
الرسول : لا أحد في الفرس أو الأغريق لا أحد يهدد الرسول ...
ليوناديس : دخلت إلى اسبارطة مهددا وأنت تحمل رؤوس وتيجان ملوك مهزومين ...وحاولت أهانة زوجتي ...وهددت شعبي بالتهجير والعبودية ...لقد اخترت كلماتي بحذر أيها الفارسي ...وأنت يجب أن تتأدب وتفعل الشيء نفسه ....
الرسول يصرخ : هذا تطاول على الأله ...هذا جنون ....
ليوناديس : جنون ؟؟؟ ....
وهنا فعل ليوناديس مالم يفعله أحد ....صرخ : هذه هي اسبارطة ...وركل الرسول إلى حفرة عملاقة ليرديه قتيلا ....
كما تعلموا في صغرهم ...لا خوف ولا استسلام ....ف ليوناديس لم يفكر بما يفعله الرجل ...فكر بما يفعله الرجل الحر ....حاول أن يقنع مجلس اسبارطة بقرار تحريك الجيش لصد زحف جيوش زيركسيز إلى أسبارطة ...ولكن المجلس كان قد أخذ رشوة من الفرس لكي لا يحرك الجيش ووعدهم زيركسيز بالأموال الكثيرة عند احتلال اسبارطة....تمتم ليوناديس وهو يخرج من المجلس : مجلس مرتشي وحقير .....
واتخذ قرارا مصيريا....قرر أن يجمع أقوى 300 اسبارطي ...ليقودهم إلى ساحة المعركة للدفاع عن أرضهم وعرضهم ...وللحفاظ على كرامة اسبارطة وكرامة نسائها وأطفالها حتى لو كلفهم الأمر أرواحهم .....
غدا نكمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق